نقص حاد في الموظفين يربك قطاع السياحة والسفر مع بدء موسم الصيف
دفع نقص العمالة الذي تعاني منه كافة قطاعات السياحة والسفر، خصوصاً في موسم الصيف، أرقى سلاسل الفنادق الأوروبية إلى توظيف عمال بدون خبرة أو حتى سيرة ذاتية، بل تكتفي بتدريبهم لمدة ست ساعات فقط.
تظهر مشكلة نقص الموظفين بشكل واضح بالقطاع السياحي في كل من إسبانيا والبرتغال، حيث تشكل السياحة أكثر من 13٪ من الاقتصاد.
ويعترف المسؤولون في قطاعي الفندقة والمطاعم بأنهم يدفعون الآن ثمن سنوات من الأجور الزهيدة للموظفين الذين وجدوا وظائف بأجور أعلى بعد تسريحهم خلال تفشي وباء كورونا، واختاروا العمل في قطاعات مثل البناء والزراعة، أو العمل من المنزل في الوظائف الرقمية أو مراكز خدمة العملاء.
قال خواو كوروش، وهو عضو مجلس إدارة تنفيذي في فندق "بايا": "نتأثر جميعًا بذلك.. نقص في الموظفين المؤهلين ونسبة دوران مرتفعة لأنهم ينتقلون أحيانًا إلى شركة أخرى مقابل 20 أو 30 يورو إضافية، وهذا مكلف ويؤدي إلى العديد من المشاكل التشغيلية".
في إسبانيا، يدفع قطاع السياحة في المتوسط رواتب بـ1200 يورو شهرياً، ويحتاج قطاع تموين الطعام مثلاً إلى 200 ألف عامل. أما في البرتغال، فمتوسط الراتب أقل من ذلك، حيث يبلغ 880 يورو شهريًا. وتحتاج الفنادق في البرتغال وحدها إلى نحو 15 ألف شخص إضافي لتلبية الطلب المتزايد.
على سبيل المثال مجموعة Accor التي تدير سلاسل فندقية مثل Mercure, ibis ,Fairmont في أكثر من 100 دولة، تحتاج إلى 35 ألف عامل إضافي على مستوى العالم!
من جانبها، قالت كريستينا سيزا فييرا الرئيسة التنفيذية لجمعية الفنادق البرتغالية: "الأمر لا يتعلق فقط بالأسعار والأجور، فالعمال يعملون أكثر بكثير بسبب نقص الموظفين، لذا تحتاج الفنادق إلى ساعات إضافية والعمل أكثر صعوبة بالنسبة للعاملين في قطاع الفنادق خاصة خلال فصل الصيف".
هناك محاولات لإغراء الموظفين للعودة إلى العمل في إسبانيا، فقد زادت المطاعم أجور العمال بنحو 60٪ في الربع الأول مقارنة بالعام السابق. أما أجور القطاع السياحي فلا تزال الأقل مقارنة ببقية القطاعات!
لكن الفنادق بدأت بتحفيز الموظفين للعمل لديها من خلال منحهم سكناً مجانياً باستخدام الغرف الفندقية وباقي مرافق الفندق.